نصر الله: معركة "طوفان الأقصى" لا علاقة لها بملفات إقليميّة... كلّ الاحتمالات في جبهتنا مفتوحة

ذكر نصر الله أن "عملية طوفان الأقصى كان قرارها وتنفيذها فلسطينيا مئة في المئة"، مضيفا أن "عملية الأقصى كانت لها نتائج إستراتيجية ستترك آثارها على حاضر ومستقبل هذا الكيان".

نصر الله: معركة

نصر الله خلال خطابه

قال أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، خلال خطاب اليوم، الجمعة، إن "معركة طوفان الأقصى باتت ممتدة في أكثر من ساحة وجبهة"، وشدّد على أن الولايات المتحدة هي "المسؤولة بالكامل" عن الحرب في غزة، مضيفا أن "من أهم أخطاء حكومة العدو طرح أهداف عالية لا يمكنها تحقيقها مثل القضاء على حماس".

وذكر أن "كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة"، مضيفا أن "كل الخيارات مطروحة ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات".

وتابع: "يجب أن نكون جميعا جاهزين لكل الاحتمالات والخيارات".

ورأى أن "من يريد منع توسع الجبهات في المنطقة فعليه وقف العدوان على القطاع"، مضيفا: "أقول للأميركيين إن من يريد منع قيام حرب إقليمية يجب أن يسارع في وقف العدوان على غزة".

وأضاف: "معركتنا لم تصل لمرحلة الانتصار بالضربة القاضية لكننا ننتصر بالنقاط.... المعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمل وتراكم الإنجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه".

وأشار إلى أن "أهداف الحرب هي وقف العدوان وأن تنتصر المقاومة وأن تنتصر حماس في غزة"، مضيفا أن "انتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني والقدس والأقصى والضفة والأسرى... وانتصار لكل دول المنطقة ومصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية ولبنانية".

وأضاف أن "هناك قلقا من أن تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب شاملة والعدو يحسب لذلك كل حساب".

وقال نصر الله: "نحن دخلنا المعركة منذ الثامن من تشرين الأول... لو نظرنا إلى ما يجري على الحدود بموضوعية سنجده مهما وكبيرا جدا... ما يجري على جبهتنا اللبنانية لم يحصل حتى في حرب تموز".

وأضاف أن "ما يجري على جبهتنا اللبنانية غير مسبوق في تاريخ الكيان الإسرائيلي"، مشيرا إلى أنه "لن يتم الاكتفاء بما يجري على الحدود الإسرائيلية على كل حال".

وتابع: "عملياتنا على الحدود تستهدف آليات وجنود وتجهيزات العدو". وأشار إلى أن حزب الله "يخوض معركة منذ تشرين الأول وهي مختلفة عن المعارك السابقة".

وأضاف أنه "ما يقارب 57 شهيدا بمن فيهم سرايا الكتائب إضافة إلى شهداء القسام وسرايا القدس".

وذكر أنه " لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية فلا معركة مثل القتال مع الصهاينة"، مضيفا أن "المعركة مع الصهاينة لا غبار عليها على المستويين الأخلاقي والشرعي".

وقال إن "آلاف الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال منذ سنوات طويلة دون أن يحرك أحد ساكنا"، مشيرا إلى أن "الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى غير مسبوقة في التاريخ الحديث".

وأضاف أن "ما حدث في غزة، كان لا بد منه لإعادة طرح القضية الفلسطينية كقضية أولى في العالم". وذكر أن "عملية طوفان الأقصى كان قرارها وتنفيذها فلسطينيا مئة في المئة".

ولفت نصر الله إلى أن "السرية المطلقة هي التي ضمنت نجاح عملية 7 أكتوبر الباهر من خلال عامل المفاجأة".

وتابع: "إخفاء عملية 7 أكتوبر لا تأثير له مطلقا على أي من جبهات المقاومة الأخرى". وذكر أن "أداء حركة حماس ثبت وأكد الهوية الفلسطينية المطلقة لعملية طوفان الأقصى".

وقال إن "طوفان الأقصى معركة فلسطينية بالكامل وليس لها علاقة بأي ملف إقليمي"، مضيفا: "يجب أن يفهم الجميع أن أصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة وأصحاب القضية".

وذكر أن "معركة طوفان الأقصى أحدث زلزالا أمنيا وعسكريا ونفسيا ومعنويا في الكيان الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن "عملية الأقصى كانت لها نتائج استراتيجية ستترك آثارها على حاضر ومستقبل هذا الكيان".

وأضاف نصر الله: "ما فعلت حكومة العدو لن تستطيع أن تغير من تداعيات معركة طوفان الأقصى على مستقبل إسرائيل... طوفان الأقصى كشف الوهن والضعف والهزال في الكيان وأن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت".

وقال إن "الإسرائيليين باتوا يؤمنون أكثر من غيرهم بأن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت"، على حدّ قوله، وشدد على أن "السرعة الأميركية في احتضان إسرائيل ودعمها وإسنادها كشف وهن وفشل هذا الكيان".

وفي الصدد ذاته، ذكر أن "إسرائيل طلبت من أميركا أسلحة وأموالا منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى"؛ كما رأى أن "حكومة العدو احتاجت منذ اليوم الأول للمعركة إلى البحرين المتوسط والأحمر للدعم العسكري".

ولفت إلى أن "التضحيات بغزة أسست لمرحلة تاريخية جديدة في مصير الشعب الفلسطيني، ومصير المنطقة وشعوبها".

وأضاف أنه "كان واضحا من الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى أن العدو كان ضائعا وتائها".

وقال إنه "عندما ذهبت قوات الاحتلال لاستعادة المستوطنات، هي التي ارتكبت المذابح بحق المستوطنين". وتابع: "سيكتشف العالم أن أغلب من يقولون إنهم مدنيون قتلتهم حماس قتلوا بسلاح الجيش الإسرائيلي".

وذكر نصر الله أن "العدو أعلن سابقا في عام 2006 أن هدفه هو القضاء على حزب الله وهو ما لم يتحقق"، مشيرا إلى أن "ما يجري في غزة يكشف غباء وحمق وعجز الإسرائيلي".

وأكد أنه "لا حرمة لشي لا لدم ولا لمؤسسة بغزة والاحتلال يدمر أحياء بكاملها على مرأى من العالم"، مضيفا: "شهر بكامله لم يستطع جيش العدو أن يقدم إنجازا واحدا في غزة".

وأشار إلى أن "جيش العدو لا يتقن سوى التردد والخوف والضعف وارتكاب المجازر طوال 75 عاما"، مشددا على أنه "لم يستطع من خلال القتل والمجازر في غزة أن يصل إلى نتيجة".

وتابع: "نقول للعدو إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة".

وأضاف أن "شعوب المنطقة في مصر وسورية والأردن ولبنان، وأولهم الشعب الفلسطيني، اكتووا بنار إسرائيل"، ورأى أن "شهداء غزة يكشفون ويسقطون كل الأقنعة الكاذبة في خداع شعوبنا لدفعها نحو التطبيع".

وقال نصر الله: "يجب أن نعرف أن أميركا هي المسؤولة بالكامل عما يجري بغزة وإسرائيل مجرد آداة تنفيذية".

وأضاف: "يجب أن تحاسب أميركا عن جرائمها ومجازرها بحق الشعوب... الولايات المتحدة هي المسؤول الأول عما يجري في غزة وهي التي تمنع وقف العدوان".

وذكر أن "القواعد الأميركية في العراق وسورية تتعرض لهجمات المقاومة وهذا قرار حكيم وشجاع".

وقال إن "ما يجري في غزة ليس حربا كبقية الحروب السابقة بل معركة فاصلة حاسمة تاريخية".

البيت الأبيض: على حزب الله "ألا يستغل" الحرب بين إسرائيل وحماس

من جانبها، اعتبرت الولايات المتحدة أن على حزب الله ألا "يستغل" الحرب بين إسرائيل وحماس بعدما أعلن نصر الله أن احتمالات توسع هذه الحرب ضد إسرائيل "مفتوحة".

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي "نحن وشركاؤنا كنا واضحين: على حزب الله وأطراف آخرين، سواء كانوا دولا أو لا، ألا يحاولوا استغلال النزاع القائم".

ورد على تهديدات نصر الله بالقول "لن ندخل في حرب كلامية"، مضيفا أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى تصعيد أو إلى توسيع رقعة النزاع" المستمر بين إسرائيل وحركة حماس.

وتابع المتحدث باسم مجلس الأمن القومي "قد يتحول الأمر إلى حرب بين إسرائيل ولبنان أكثر دموية من حرب 2006. لا تريد الولايات المتحدة أن ترى هذا النزاع يتسع إلى لبنان. إن التدمير المحتمل الذي سيلحق بلبنان وشعبه لا يمكن تصوره ويمكن تجنبه".

وفي السياق، كان الاعتقاد في جهاز الأمن الإسرائيلي، حسب صحيفة "هآرتس"، هو أن نصر الله هو الذي سيتخذ القرار النهائي بشأن الحرب مع إسرائيل، بعد مشاورات مع إيران، التي تنظر إلى نصر الله على أنه خبير في السياسات الإسرائيلية، وأن "طهران تصغي لنصائحه". وتحاول تل أبيب استشراف موقفه من الحرب على غزة، وما إذا كان حزب الله سينضم إلى الحرب بشكل واسع.

وتعتبر إسرائيل أن معضلة نصر الله تشتد على إثر صورة الوضع عند الحدود اللبنانية. "في الأسبوعين الأولين للحرب، نجح مقاتلوه باستهداف دبابات إسرائيلية على طول الحدود. وبعد ذلك، تحسن أداء الجيش الإسرائيلي الدفاعي، وجرى تركيز رده الهجومي. وبمساعدة قدرات استخباراتية وقصف بالنيران (جوية ومدفعية) جرى استهداف مكثف لعدد من الخلايا التي أطلقت قذائف مضادة للمدرعات وقذائف هاون" وتكبدت خسائر بشرية بعشرات المقاتلين، حسب الصحيفة.

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن "الرأي السائد في جهاز الأمن هو أنه لو أن نصر الله أراد الحرب مع إسرائيل، لكان قد دخل إليها. والتقديرات هي أن نصر الله يتخوف من أن المشاهد في غزة ستتكرر في بيروت، وهو مرتدع من القوات الأميركية التي وصلت إلى المنطقة".

وأضافت أنه "بالرغم من ذلك، وعلى إثر دروس 7 أكتوبر، فإن إسرائيل تستعد وفقا لقدرات حزب الله وليس وفقا لنواياه. ولذلك عزز الجيش الإسرائيلي قواته بشكل كبير على طول الحدود، وسلاح الجو في حالة جهوزية واستنفار مرتفعة جدا لمواجهة تطورات محتملة في الشمال".

وفيما فتح الحوثيون في اليمن جبهة جزئية ضد إسرائيل، بإطلاق صواريخ بالستية وطائرات مسيرة مفخخة، اعترضت إسرائيل جميعها حتى الآن، يتساءلون في إسرائيل إذا كانت الحرب على غزة ستتسع إلى حرب إقليمية.

وحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن تحليل اعتبارات أطراف الحرب تدل على ما يبدو على أن إيران وحزب الله يحاذران، وذلك أيضا بسبب الوجود العسكري الأميركي الكبير في المنطقة وتهديدات الرئيس الأميركي، جو بايدن، لإيران. ورغم ذلك، يبقى الرهان كبير على خلفية احتمالات تصعيد أكبر في الحرب على غزة، المدمرة والمنكوبة أصلا.

التعليقات